قال الله الواحد الأحد: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون...) سورة آل عمران: 102 – 105. نقرأ من فقرة عنوان (رواية الكتاب): وقال النبي محمد (ص): (لا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا)[1] ونقرأ من (دعاء الكتاب): اللهم أغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وإسرافي على نفسي، وما أنت أعلم به مني، اللهم... لا إله إلا أنت، بعلمك الغيب، وبقدرتك على الخلق أجمعين،... وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم أني أسألك خشيتك في السر والعلانية، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنا، وأسألك نعيماً لا ينفذ، وقرة عين لا تنقطع، والرضا بالقضاء،... ولذة النظر إلى وجهك... اللهم زينا بزينة الإيمان، وأجعلنا هداة مهتدين، اللهم أني أسألك الثبات في الأمر والرشد... وأعوذ بك من شر ما تعلم... وأنت علام الغيوب[2]. ومما نقرأ في (شعار المؤلف) هذه المقولة المتداولة: قد تقرأ الكتاب الجيد مرة وتتحدث عنه مراّت وتعمل به طول الحياة وعما نقرأ في عنوان (الإهداء): * إلى التي نذرت لي حتى حملت، ثم وضعتني وأرضعتني، ثم ربتني بخالص حبها حتى تحملت فراقي في سنة (1974م) وأنا لم أكمل سن الرابعة عشر، وكان لفراقي على قلبها أليم الأثر، ثم رجعت إليها بعد خمس سنوات من الدراسة الدينية في حوزة النجف الأشرف، وتألمت للمرة الأخرى على فراقي لها إثر حملة الإبعاد عن الوطن في سنة (1980م) وعشت بعيداً عن حنانها وحنينها في المهجر واحداً وعشرين عاماً! * إلى التي قالت لولدها يوم وصوله إلى مطار البحرين في سنة (2001م): كنت يا ولدي طوال هذه السنوات تأتيني في الرؤيا وتوقظني لصلاة الصبح. وبعدما أصلي وربما نمت فتأتيني مرة ثانية وتأخذ بيدي إلى شاطئ البحر نمشي. * نعم إلى أمُي العزيزة... * تقبلي يا أماه من أبنك (الميرزا) هذه الهدية المتواضعة بمناسبة مولد جدتك الصديقة الزهراء فاطمة بنت نبينا الأكرم محمد (ص) ولك مني جميل الدعاء. وعن عنوان (هذا الكتاب!) نقرأ: جاء تأليفه في العاصمة الدنماركية (كوبنهاجن) بين سنة (1990م) إلى (1992م) حيث لمست بعض آثار الاختلاف كيف أوصلت المؤمنين إلى التسكع على أبواب الغربيين لاستجداء رحمة اللجوء، حتى راح البعض يقول: (إن لم يعطونا لجوءً سياسياً فليكن إنسانياً، في الوقت الذي وافق البعض الآخر أن يعطي اللجوء كما يُعطى للشاذين جنسياً، لأن المهم عنده الاستقرار وليس (صفته)! هذه من ثمرة اختلافات الناس وصراع الزعامات! وبمحتوى عنوان (بمثابة المقدمة – هذا الكتاب.. خطوة على الطريق الثالث) وبالذات من فقرة (الوقاية خير من العلاج) نقرأ: من أجل سلامة الأبدان والتصدي للأمراض والأسقام، تقوم المراكز الصحية بخطوتين: الخطوة الأولى: هي مكافحة الأمراض والقضاء على أسبابها. والخطوة الثانية: هي توعية الناس بطرق الوقاية، قبل إصابتهم بالأمراض وهذه هي الأهم. ولا بد من أجل سلامة الأبدان والتصدي للمخاطر التي تهدد الناس من انحرافات فكرية ومفاسد أخلاقية أو أخطاء سلوكية، أن تقوم المراكز الدينية والرجال الغيارى على الإسلام بذات الخطوتين أيضاً.. مكافحة الظواهر الانحرافية التي تقتل الأمم وتميت الغيرة الدينية لدى الناس، وكذلك التوعية الوقائية بتهذيب النفس على التقوى وتجنب الأسباب الحقيقية لتلك الانحرافات والمفاسد والأخطاء. ومن محتوى الفصل الأول (كيف نعي الاختلاف ونفهم حقيقته وأنواعه؟) وتحت عنوان (الاختلاف لغوياً) نقرأ: إذا كان (التوافق) و(الوفاق) و(الموافقة) و(التوفيق) و(الموفقية) كلمات مفهومة المعاني وواضحة المداليل، فعكسها (التخالف) و(الاختلاف) و(الخلاف) و(المخالفة) و(التخلف) و(الخوالف) كلمات مفهومة المعاني وواضحة المداليل، لأن الأشياء تُعرف بأضدادها. ومع عنوان (الاختلاف ظاهرة بشرية عامة) نقرأ: إن ظاهرة الاختلاف في الآراء والمواقف إذن ظاهرة بشرية عامة، كانت ولا زالت... وبكلمة أخرى.. أن يختلف الناس في أفكارهم وآرائهم ومواقفهم وعاداتهم فذلك أمر طبيعي تقتضيه ظروف حياة البشر وحركة الإنسان في البحث عن مصالحه، فلو استقصينا أزمنة التاريخ لما وجدنا البشرية في أي لحظة من الزمن تجتمع وتتفق على كل الأمور والقضايا لمجملاتها وتفاصيلها. ولعلنا نستوحي من بعض الآيات الكريمة حتمية وجود الاختلاف بين أبناء البشر، فقد شاءتها إرادة الله تعالى وحكمته لتأسيس حالة التنافس والتسابق وتشريع فلسفة الجزاء بالثواب أو العقاب. لقوله تعالى: (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة) وبجزئية من عنوان (الاختلاف بين السلب والإيجاب) نقرأ: في كتاب (تفسير الميزان) عند قول الله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين...) يقسم العلاقة الطباطبائي (ق.س) الاختلاف إلى وجهين قائلاً: (الاختلاف ويقابله الاتفاق، ... الاختلاف له وجهان، وجه بمعنى الخصام والجدال والمشاجرة والتفرقة البغيضة. ووجه بمعنى تفاوت الطبائع والتركيبة البدنية للأشخاص والاستعدادات الروحية. وبما أنهم موزعون في بقاع الأرض ومحاطون بأجواء وظروف خاصة بهم، يظهر فيهم اختلاف السلائق والآداب والتقاليد.. وقد أوضحت الأبحاث في علم الاجتماع أن هذا المنع من الاختلاف أمر لا بد منه ولا مناص منه، ولولاه لما عاش المجتمع البشري،... وبإشارات من عنوان (فهم النصوص) نقرأ: الاختلاف في فهم معاني النصوص وكلماتها وأبعادها، فقد يفهم فقيه من نص الآية أو ألفاظ الرواية وما لكلمة من ظلال والحاء معنى غير ما يفهمه فقيه آخر. ويرجع ذلك إلى قدرة الفقيه الذهنية وذكائه ومستوى استعداده لغوص الأعماق وربما صحته الجسمية وأجوائه المنزلية والمكتبية وساعة التفكير والاستنباط. -------------------------------------------------------------------------------- 1- ميزان الحكمة ج3 – ص75. 2- هذا الدعاء مروي عن النبي الأكرم (ص)... (النص المختار مختصر).
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.