الشعر ديوان العرب، كما يقولون، وما من أمة نهضت إلا وكان الشعر رائد نهضتها وما من دولة قامت إلا وكان الشعر ركنها الركين لأن الشعر خلاصة وجدان الأمة ولسانها الناطق. وما ورد من ذم الإسلام للشعر والشعراء وجعلهم في عداد من يقولون ما لا يفعلون، لا يعنى كل الشعراء ولا مطلق الشعر بل عنى شعراً خاصاً ذلك الذي يتخذ الكلمات والقوافي وسيلة لخدمة الباطل أو يجعلها أداة طيعة بيد الظالمين. أما الشعر الذي ينبع عن مشاعر إنسانية صافية وأحاسيس وجدانية صادقة ويقف صامداً في وجه الظلم والظالمين أو يكشف سوءاتهم كالشعر الذي ينظمه أهل البيت فإنه شعر ممدوح لا مذموم... هكذا كان دأب الأئمة من أهل البيت ينظمون الشعر النقي البليغ ولا عجب فهم من قالوا نحن أمراء البلاغة وفينا نشبت عروقها. إلا أنها مع ذلك لم يتخذوا من الشعر غاية وهدفاً بل تعاملوا معه بنهجين أحدهما يكمّل الآخر؛ الأول: قاموا بتهذيب الشعر عبر الارتقاء بالشاعر وتهذيب أفكاره وسلوكه. ثانياً: جعلوه في خدمة القضايا الكبرى التي تصب في بناء دنيا الناس ودينهم. وكانوا هم عليهم السلام يستشهدون بالشعر عند الضرورة، عندما يجدون أن النصيحة أوقع في القلب عندما تأتي نظماً، فالشعر عندهم أداة من أدوات التربية والتبليغ والتذكير بالله سبحانه. وكان القاسم المشترك بين كلامهم وما يستشهدون به من الشعر هو تحريك عقول وعواطف الناس وإيقاظ ضمائرهم، لمغرس قيم السماء، والأخلاق النبيلة في نفوسهم، وإثارة صحوة الروح فيهم.
وفي هذا الكتاب يجمع الخطيب "علي حيدر المؤيد" توليفة من الأشعار التي نظمها أهل البيت معتمداً في جمعها على أكثر من مئة وخمسين مصدراً من مصنفات مختلف الفرق الإسلامية. ولدفع التداخل في المتون أفرد لكل إمام معصوم ملفاً خاصاً، ذكر في بداية الملف نبذة مختصرة من حياة المعصوم. أما عن الخطوات التي اتبعها الباحث في تنظيم مادة كتابه الشعرية فهي: أولاً: جمع القصائد والأبيات الشعرية المذكورة في المصادر. ثانياً: ذكر القصائد المتضمنة نصوصاً مختلفة، مشيراً إلى التي فيها اختلاف كبير في نهاية الحاشية. ثالثاً: وضع لكل قصيدة عنواناً خاصاً استوحاه من القصيدة نفسها، ثم أدرج في نهاية الكتاب فهرساً موضوعياً لهذه القصائد.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.