(.. في عصرنا الراهن يسعى الجميع إلى إثبات وجوده وترويج مبادئه عبر الإعلام، وما القلم والتأليف إلا كواحد من أهم تلك الوسائل الموصلة إلى ذلك)
من مقدمة الكتاب
نقرأ في الفصل الأول - أهمية الكتابة - عبر محور (تاريخ الكتابة) هذا النص المأخوذ بتصرف:
لم تكن الكتابة في العصور السابقة كما هي عليه اليوم من التطور والتقدم، بل كانت بدائية بسيطة في وسائلها وأدواتها.
فقد كانت الرقاع التي يكتبون عليها عبارة عن أرقام طينية، وكانت الإشارات والرموز أشبه بالصور ترسم على الأرقام بالأقلام الرفيعة المعدّة من الخشب أو القصب يحركونها على الطين بإشارات طويلة تشبه المسامير، وهذا ما يسمى بالكتابة السومرية أو المسمارية علماً أن الرموز فيها كانت تقارب 2000 رمزاً تقلصت إلى 22 رمزاً في العهد الفينيقي.
وكانت الأقلام في السابق من القصب الدقيق الصلب المجوف يبرئ رأسه ليكون دقيقاً ملائماً للكتابة ولشقّ طرفه الدقيق ليحتفظ بالحبر.
وكانوا يصنعون الدواة من الفخار ثم استخدموا الفضة لأنها لا تصدأ ثم استعملوا الزجاج الموجود في العصر الراهن.
أما المداد - أي الحبر - فأقدمه الهندي أو الصيني وكان يصنع من السخام أو العاج الأسود مع الصمغ أو الغراء ويرجع تاريخه في الصين إلى حول 12000 سنة قبل الميلاد.
وكان الحبر الأسود المحتوى على حمض الثافيك والذي ربما عرف في القرن الثاني هو الأكثر شيوعاً في الاستعمال لسهولة إنسيابه، وكانت أصباغ الأثيلين تستعمل عادة في الأحبار الملونة.
ولكي يتضح مدى صعوبة الكتابة في السابق نذكر بعض طرقها ومنها:
1- الكتابة على الألواح الطينية:
وكانوا يكتبون على الطين النقي ثم يوضح تحت أشعة الشمس إلى أن تجف ثم تحفظ.
2- الكتابة على الجلود: عبر غطس جلود الغنم والماعز ثلاثة أيام في ماء الجير ليذوب عنها الشحم وبقايا اللحم، ثم يزال الصوف عنها وتترك لتجف.. ثم تصقل... وتقطع على شكل مربعات.
وكانت الكتابة فيها على الطرفين... وقد انتشر استعمال الجلود بكميات كبيرة في القرن التاسع قبل الميلاد في مصر والعراق، ومنهما انتقل إلى سائر البلاد.
3- الكتابة على الورق البردي: الذي يأخذ من ساق النبات، ويقسم إلى شرائح طويلة ثم توضع الشرائح فوق بعضها بشكل متصالب.. وتصقل بعد ذلك وتسوّى أطرافها...
وقد استفيد من ورق البردي في مصر، وكانت أكبر مصدر لهذا الورق. الجدير بالذكر أن استعمال هذا الورق انتهى في القرن الثالث عشر الميلادي حيث حل محله الورق الجديد، وتعتبر بغداد ودمشق مصدران مهمان لصناعة هذا الورق ومنهما انتقل إلى أوروبا.
ثم نقرأ في الفصل الرابع - منهجية التأليف بمتن عنوان (علامات الترقيم) هذه السطور:
من الأمور المهمة التي تعطي البحث جمالية خاصة هو الالتزام بعلامات الترقيم المذكور في الكتابة فإن الالتزام بهذه العلامات في أمكنتها الصحيحة ييسر على القارئ القراءة وتجعله يفهم ما يقصده الكاتب بدقة وبدون عناء.
كما أنها تجعل القارئ يتفاعل مع أحداث النص وينشد لانفعالات المؤلف التي يصعب إبرازها إلا عن طريق هذه العلامات.
واصطلاحاً: هي وضع علامات خاصة في أثناء الكتابة لتقسيم أجزاء الجملة، ويفصل الجمل وتميزها عن بعضها، ولتعيين مواضع الوقف، وإرشاد القارئ إلى تغير النبرات الصوتية عند القراءة، بما يناسب المعنى. وعددها عشر.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.