(... الآيات علائم ودلالات ظاهرة، كما أن دلالاتها واضحة سواء كانت دلالة عقلية أو حسية، والبرهان إظهار للحجة بموازين العقل والحكمة، وهو أوكد الأدلة المحفزة لكوامن الصدق والتصديق).
نقرأ من رحاب (المقدمة) التي كتبها فضيلة الشيخ فاضل الصفار هذا النص:
إن الحكمة الإلهية اقتضت أن يكون الرُسل بشراً يوحى إليهم كانت الحاجة إلى آيات ودلائل تبين صدقهم فيما يبلغون عن ربهم، ويهدون، ويعلّمون. من هنا كانت المعجزة قرينة الرسالة، ولولا المعجزة لأشكل الأمر على الناس، وخالط الشك اليقين، ... وبالتالي تشوّشت أفكار الناس في تمييز... النبي من المنتحل.
و... من حيث الهدف والمضمون فالجميع يشترك في تصديق النبي (ص) وتثبيت حقانية دعواه، واستقامة طريقه، وصحة أهدافه ونواياه. ولعل من هنا أتفقت الكلمة على انحصار طريق معرفة صدق دعوى الأنبياء (عليهم السلام) بظهور المعجز على أيديهم.
إن القرآن الكريم أحدث في الحياة البشرية أعظم انقلاب وتغيير شمل كل مناحي الحياة، وامتد شعاعه إلى أبعد الأصقاع، وأذهل أقوى الأدمغة، واكتسح أعظم الحضارات، وأقام فوق ركامها أنظف حضارة وأجمل حياة وأكمل سيادة وسياسة.
ونقرأ من ضمن العنوان الفرعي (فيمن نزل القرآن):
عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال، ولنا كرائم القرآن)[1].
ثم نقرأ تحت العنوان الفرعي (علم تفسير أساس علوم القرآن) هذه الإشارات:
التفسير في اللغة الكشف والأظهار والإبانة وفي الاصطلاح بيان معاني الآيات القرآنية وشأنها وظروفها بلفظ يدّل عليه دلالة ظاهرة.
وأما التفسير بوصفه علماً فهو علم يبحث فيه عن القرآن الكريم بوصفه كلاماً لله تعالى[2].
كذلك نقرأ ما ورد في عنوان (أنواع التفسير) هذه الإيجازات: ربما ينقسم التفسير إلى نوعين أساسيين:
الأول: تفسير لفظي لا يتجاوز غالباً حل الألفاظ وإعراب الجمل وبيان ما تحتويه نظم القرآن من.. إشارات فنية، وهذا النوع أقرب إلى التطبيقات اللغوية والبلاغية منه إلى التفسير وبيان مراد الله سبحانه من هداياته.
الثاني: تفسير المعنى وهو يجاوز اللغة، ويجعل هدفه الأعلى تجلية معاني القرآن وتعاليمه، وحكمة الله تبارك وتعالى فيما شرّع للناس في كتابه العزيز على وجه يزكي الأرواح، ويفتح القلوب، ويرفع النفوس إلى الاهتداء بهديه، وهذا هو الأصل فيه.
ومما نقرأ في فضاء محور (فلسفة كاملة عن الحياة) هذه الكلمات:
حيث أن القرآن الحكيم فلسفة كاملة للحياة ولا فلسفة كاملة غيره، لا بد وأن يسيطر على الحياة، إن عاجلاً أو آجلاً فإنه إنما يسيطر إذا عرف البشر هذين الأمرين:
إنه فلسفة كاملة ولا فلسفة كاملة غيره.
إذ البشر بحاجة إلى فلسفة كاملة ليسعد، والسعادة هي الغاية المتوخاة لكل بشر وليس وراءها مقصد، فإن الذاتي لا يعلل بغيره.
أما أن القرآن فلسفة كاملة، فلأنه يعطي شؤون الروح ويعطي متطلبات الجسد ويستند إلى ما يتغير، وهذه العناصر الثلاثة هي التي تشكل السعادة الكاملة لأن الإنسان روح وجسد.
1- تفسير العياشي: ج1، ص9، ح1.
2- دائرة المعارف الإسلامية الشيعية: ج11، ص49.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.