شبكة النبأ: قال الله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب".
هنالك الكثير من المباحث الهامة التي تتعلق بـ" فقه التعاون على البر والتقوى". وبهذه الآية الكريمة وبغيرها من قبيل التساؤلات: هل" التعاون على البر والتقوى" واجب أم لا؟ وهل هو- على تقدير وجوبه- واجب بالوجوب النفسي ام الغيري ام الطريقي؟
وهل وجوبه عقلي أم عقلائي أم شرعي أم فطري؟ وهل التعاون واجب عيني ام كفائي؟ تعبدي أم توصلي؟ وهل وجوبه من المستقلات العقلية أم لا؟
وهل الإعانة على البر والتقوى هي نفس (التعاون) أم غيره؟ وهل يستحق على التعاون على البر ثوابين؟
والى غير ذلك من المباحث الفقهية الأصولية الخاصة بالآية الكريمة، تناولها بالبيان الواضح والشرح المسهب والدقة العلمية والعمق الاستدلالي آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي في كتابه" فقه التعاون على البر والتقوى"، الذي قامت على نشره دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع، في مجلد أنيق ضخم يحتوي على 496 صفحة من القطع الكبير.
وجاء الكتاب في ستة فصول، تناول الفصل الاول منها، المحتملات في (التعاون) و (الامر به) و (متعلقه) و (وجوبه) وهو البر ونظيره وقسيماه، أي مطلق ما جرى التعاون عليه وما تعلق به التعاون ثبوتاً، من حيث الحسن ومن حيث المصلحة ومن حيث الوجوب...
وقد بيّن سماحة السيد المؤلف، ان المحتملات في (الامر المتعلق بالتعاون)-وهو الصنف الاول- هي اربعة:
الاول: ان يكون الامر به صرفا لإيجاد الباعثية نحو مادته (وهي التعاون) كما هو الظاهر والاصل في الاوامر.
الثاني: ان تكون المصلحة في (الامر) بالتعاون بنفسه وإن كان متعلقه مباحاً او راجحاً لا الى درجة الوجوب.
الثالث: ان يكون الامر بالتعاون عبارة اخرى عن الامر بمتعلقه وهو (البر).
الرابع: ان يكون الامر ارشادياً.
اما في الفصل الثاني فقد قدّم سماحة السيد، الاستدلال بالآيات القرآنية الكريمة فيما يتعلق بالتعاون على البر والتقوى، وقال هنا: يمكن ان يستدل على وجوب التعاون على (البر) و (التقوى) بقوله تعالى:" وتعاونوا على البر والتقوى". فإن الامر ظاهر في الوجوب، ولذلك عبّر بعض المفسرين عن ذلك بـ( أمرَ الله عباده ان يعين بعضهم بعضا على البر...
وفي الفصل الثالث من الكتاب جاء الاستدلال عن طريق الروايات الشريفة، ومن تفصيل ذلك: الاستدلال بالعلّة المنصوصة في الروايات الشريفة، والاستدلال بمقاطع من خطبة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي تُعد في اعلى درجات الاعتبار لشهرتها في كتب الفريقين وأسانيدها المتظافرة وقوة مضامينها ومطابقتها للأصول والقواعد، وهذه منها:( ابتعثه الله تعالى اتماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذاً لمقادير حتمه. فرأى الامم فرقاً في أديانها، عكّفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها. فأنار الله بمحمد صلى الله عليه واله ظُلَمها وكشفَ عن القلوب بُهَمَها، وجلّى عن الأبصار غممها... وهذا المقطع النوراني الشريف يكشف عن (الغرض) من (البعثة).
وقد تناول الفصل الرابع من الكتاب، الاستدلال بحكم العقل. متخذا من عدة نقاط كعناوين تم شرحها كل على حدة لتوضيح ذلك الاستدلال وهي:
1- التعاون محقق لغرض المولى
2- إمتثال اوامر الشارع يتحقق بالتعاون
3- التعاون محقق للغرض الكلي للمولى
4- حكم العقل بقبح ترك التعاون
5- التعاون على البر والتقوى من القضايا المشهورة
اما الفصل الخامس من الكتاب فقد احتوى على بحوث حول (وجوب التعاون) وقد ابتدأت تلك البحوث بعدة تساؤلات متعلقة بالموضوع تبعتها الاجابات بشكل تفصيلي تخللته الايات القرآنية والاحاديث الشريفة لغرض الاستدلال والتبيين...
اما الفصل السادس فقد انهى طروحات الكتاب ببحوث جاءت حول (التعاون) تحت عدة عناوين هي عبارة عن تساؤلات، فكانت: (هل (البر) من الموضوعات المستنبطة؟) و (لو تعاونَ على البر فظهر غيره فهل هذا مجزئ؟) و( هل التعاون على البر مستوجب للثواب؟) و (هل للتعاون على البر ثوابان؟) و(هل التعاون على البر مغاير للإعانة على البر؟)
وقد انهى سماحة السيد مؤلفه بخمس تساؤلات اعتبَرَها مكمّلة للطرح، مبيناً ان (ذلك مما يحتاج الى عقد فصول خاصة)، موضحا بالقول(سنبحث ذلك في المجلّد الثاني بإذن الله تعالى).
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.