دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع | اوراق مهربة من زنازين العراق



اوراق مهربة من زنازين العراق

المكتبة / اوراق مهربة من زنازين العراق
Project Image 1

صحيح أن قيمة اللحظة باستنفادها وخلودها بأن نعيشها بكل تفاصيلها ولكن بمرورها فأجمل ما فيها هي ذكرياتها الحلوة أو المرّة وهل المرء إلا بذكرياته وما خَبِره من تجارب حياته ورصيده الثمين منها فتراه يبتسم بتجلد لا نظير له لسخرية القدر ومخبئات الليالي والأيام.

والحياة نعمة ولكنها لا تبدأ إلا حينما يبدأ الصراع...

حينما نمتلك القدرة والجرأة على أن نرى أين نحن فعلاً... حينما تثور الأسئلة وتتدافع... حينما نريد أو لا نريد... نختار أو نرفض.. فنتحرر فجأة من الخوف الذي لم نكن ندركه، ونرتمي في عذاب البحث عن وجودنا كي نمنح النجمة أياه...

عندها فقط نكون جديرين بالحياة في عيشها والتمتع بجمالها والتألم للظلم فيها.. وجديرين بأن ننقل ذكرياتنا وتجاربنا إلى الآخرين فقط ليعلموا الحقيقة وليعتبروا ومن هنا يستحق منا الكاتب مهدي عبد الله أن نتمعن في أوراقه المهربة من زنازين العراق كما هو عنوان مجموعته حيث هذه الخميرة من ذكرياته تمثل حصاد عشر سنين من السجن، كتبها على حين غفلة من الزمان، وفي تبلبل حال، وانشغال بال، في ظروف يحلو بجانب مرارتها العلقم، وقد كتبها وهو بين حيطان عالية، وأبواب موصدة في سجنه الرهيب، وهو يتلفت يمنة ويسرة خوفاً من السجانين وحذراً من المنافقين. على حد مقدمته إضافة إلى ما أتت عليه آفة النسيان وسوء الأحداث.

مع هذه الرهبة والخوف والتردد والترقب أستطاع الكاتب أن يهرب أوراقه ليرى النور وينقل ذكرياته في السجون المختلفة والرهيبة وينشر تفنينات نظام الحكم الصدامي بتعذيب الأبرياء من الناس والتلذذ بكيفية قتلهم والنكل بهم.

ولكن الله يمهل ولا يهمل والظلم مرتعه وخيم كما أن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم فكم من الأبرياء والشرفاء ماتوا بعزة وشرف بأيدي جلاوزة صدام ولكن أين صدام الآن وأين أتباعه الخونة والجبناء الذين بأول صيحة ديك استسلموا وتخلو عن صدام.

وفي الكتاب تفاصيل عجيبة عن أنواع التعذيب والتنكيل النفسي والجسدي مما يعجز عنه حتى عديمي الضمائر فيا لهم من خلق عجيب متوحش.

في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.