(إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) نقرأ من الـ(تقديم) بقلم مهدي المنوري: وبعد لما كانت المرأة هي الأصل في الوجود كله في كثير من المنطلقات والتوجهات وحتى من منطلق الآيات والأحاديث فمثلاً ما كان لمولود أن يولد من غير أم لكن ولد من غير أب كعيسى. مما لا شك فيه أن المرأة هي أساس المجتمع ولما كانت هذه هي الأساس لزم ترصين ذلك وتحكيمه فقد ورد في الأحاديث الشريفة في كيفية اختيار الزوجة وصفاتها وفي مواصفات اختيار المرضعة وغير ذلك مما يدعو إلى الاهتمام بشأن المرأة في المجتمع لأنها أصله ومبدأه ومنتهاه. ومن هذا المنطلق جعل الإسلام التركيز على هذا الجانب وعدم جر المرأة إلى ميدان الحرب والأعمال الشاقة والسجون وغير ذلك احتراماً لذاتها. فإن الباحث إذا أطلع على كثير من النصوص والقصص والوقائع التاريخية لعرف أن المرأة أهتم بها الإسلام أكثر من باقي الأديان والحضارات والمجتمعات ودعاة تحرير المرأة. ونقرأ في محور (المرأة): الأسرة هي الخلية الأساس في تركيبة المجتمعات كافة، لذا لا بد لهذه الأخيرة من إعطائها، أي الأسرة أهمية بالغة وإيلائها العناية اللازمة. فالمجتمع السليم هو عبارة عن مجموعة أسر، تقوم على التربية المنزلية السليمة، والأسرة هي نتاج رباط مقدس بين شخصين، ذكر وأنثى، اجتمعا لبناء حياتهما وإنجاب الأطفال. وإذا كان دور الأب المتمثل في تأمين ضروريات الحياة من مأكل ومشرب وملبس يعتبر مهماً جداً فإن دور الأم لا يقل أهمية عنه، فهي فضلاً عن كونها المشرفة على الأعمال المنزلية، مربية وحاضنة ومثقفة للأولاد، فهي المغذي الأساسي لهم من خلال صقل أخلاقهم وأطباعهم وتصرفاتهم، فغالباً ما يتأثر الأولاد بأمهم مدى بعيد. إذاً فالمرأة نصف المجتمع ولا نبالغ أن قلنا أنها النصف الأكثر أهمية. وجميل قول الشاعر في هذا المجال: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق مثل فتاة هي مشروع أم مستقبلية، إذا أعدت بالشكل اللازم فإن نتائجها سيكون على غرارها إن لم يكن أفضل. ومما نقرأ من محور (المجالس الحسينية وبداية الهداية): الحال بالنسبة إلى مطلع السنة الهجرية من كل عام أي في الليالي العشر الأوائل من شهر محرم، والتي تتزامن مع ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء.. وتقام المجالس العاشورائية كل سنة، كون هذه المجزرة ثورة.. ضد الظلم، ودفاعاً عن الأرض والعرض والوطن، وكونها تحمل الكثير من معاني كربلاء وتضحياتها. فضلاً عن كون المكان مؤثراً، فإن ما يضفي على هذه المجالس انطباعاً خاصاً هو أن المقرئ فيها، خادم المنبر الحسيني سماحة السيد الجليل السيد مهدي المنوري (حفظه الله). وشاءت الصدفة أن تكون... المحاضرة عن المرأة بشكل عام والحجاب وأهميته والسفور نتيجته بشكل خاص ثم نقرأ من محور (المرأة والحجاب): بدأ السيد يتحدث عن دور المرأة في صناعة المجتمع السليم.. و.. لكي نجعل الأداء الوظيفي للمرأة يسير بشكل سليم لا بد من صون المرأة وحمايتها حسب التعاليم الإسلامية التي هي في الأساس قانون إلهي. ثم تحدث سماحته عن الأسلوب المنتج لحماية المرأة، إنما هو يكون بالتزامها بالشريعة الإسلامية من خلال المحافظة على الواجبات، وعلى رأسها الحجاب. فالحجاب إذاً ليس قمعاً للمرأة ولا سجناً لها، إنما هو عز ورفعة لها، فهو يضع المرأة في القالب الأساسي لجعلها تقوم بدورها التربوي داخل الأسرة على أكمل وجه. فالمرأة جوهرة ثمينة يجب أن تصان ولا شيء أفضل من سترها وحجابها للقيام بهذا الدور، فهو يحافظ عليها من المتلصصين على الأعراض ويحاول أن يجعلها مربية للأجيال المؤمنة، ويهدف إلى حمايتها وسد المنافذ أمام عملية استغلالها واستدراجها نحو السقوط في مستنقع الرذيلة وتحويلها إلى أداة لتمييع المجتمع من حولها وبالتالي تدميره.. فبذهاب عفاف المرأة تدمر الأسرة، وبتدمر الأسرة ينهار المجتمع كما نرى في المجتمعات الغربية التي تعاني من التفكك الأسري وعدم الاستقرار نتيجة الاختلاط بين الرجل والمرأة في ميادين العمل.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.