بسم الله الرحمن الرحيم
إنما يعمر الله مساجد الله من آمن بالله وباليوم الآخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخشى إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين) سورة التوبة: 18
صدق الله العلي العظيم
نقرأ من كلمة الناشر:
من اهم ما يميز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم، امتلاكها لتاريخ ثر مليء بالأحداث والوقائع والذكريات الجميلة والتي هي عبرة ودرس للأجيال، بالإضافة إلى الأماكن المقدسة والتاريخية المنتشرة في كافة أرجاء البلاد الإسلامية، فما من بلد إسلامي تمر به إلا وتجد فيه معلماً من معالم الحضارة الإسلامية فمن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في فلسطين إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، إلى مسجد الكوفة في الكوفة، ومرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في النجف الأشرف ومراقد الأئمة الأطهار (ع) في كربلاء المقدسة والكاظمية المشرفة وسامراء المقدسة بالعراق، إلى مرقد الإمام الرضا (ع) في خراسان بإيران، والأزهر الشريف في القاهرة حيث بناه الفاطميون، وقصر الكرملين في روسيا والذي قام بتشييده المسلمون قبل خمسة قرون كمقر للحاكم الإسلامي هناك، ولكن مما يؤسف له اليوم أنه أصبح بأيدي غير المسلمين كغيره من المعالم الإسلامية، ثم الأندلس في أسبانيا، ثم الآثار الإسلامية في الصين والهند وغيرها من بقاع العالم.
والمسلم يعتز بتاريخه وحضارته ويفتخر بهما، وهذا الاعتزاز والافتخار بالتاريخ والحضارة هو الذي جعل الحضارة الإسلامية حضارة حية، فلم تمت ولم تندثر مثل باقي الحضارات التي قامت وزالت ثم أصبحت جزءً من التاريخ وربما نسيت.
ومن مظاهر هذا الاعتزاز والافتخار لدى المسلم هو زيارة تلك الأماكن المقدسة وتبجيلها وتقديسها والتردد عليها باستمرار، ليس باعتبارها أثراً تاريخياً فحسب، بل لورود الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك.
يقول تعالى بخصوص الحج: (ولله على الناس حج البيت من أستطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) سورة البقرة: آية 158.
وبما أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة... وما جُبل الإنسان عليه، فقد حثت السنة النبوية الشريفة على زيارة القبور وذكرت الآثار الإيجابية لها، لما تنطوي عليه من آثار تربوية وأخلاقية تعود بنفعها على الزائر... كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وترك الظلم والمنكرات وغيرها. ففي الحديث الشريف الوارد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه حث على زيارة القبور، وقال: (تذكركم الآخرة)[1].
وفي حديث آخر: (فإنها تزهد الدنيا)[2].
وفي حديث ثالث: (فإن لكم فيها عبرة)[3].
ونقرأ من المقدمة:
يستحب زيارة المساجد والأماكن المتبركة والمشاهد المقدسة والأضرحة الشريفة في مكة المكرمة، وكذا في المدينة المنورة وغيرهما من الربوع الطاهرة.
ثم نقرأ في باب (فصل المساجد والمزارات في مكة المكرمة) من عنوان (مكة المكرمة):
إن الله عز وجل أختار مكة المكرمة من بين بقاع الأرض فبنى بيته عليها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله عز وجل أختار من كل شيء شيئاً، أختار من الأرض مكة، وأختار من مكة المسجد، وأختار من المسجد الموضع الذي فيه الكعبة).[4]
ومما نقرأ في آخر الكتاب من عنوان: (خاتمة في استحباب زيارة الأولياء والحث على إتيان المشاهد كلها).
يستحب زيارة الأولياء (عليهم السلام) وإتيان المشاهد الشريفة كلها، ففي صحيح معاوية، عن الصادق (عليه السلام) قال: (لا تدع إتيان المشاهد كلها، مسجد قبا، فإنه المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم، ومشربه أم إبراهيم، ومسجد الفضيخ، وقبور الشهداء، ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح، قال عليه السلام: وبلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أتى قبور الشهداء قال: (السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)[5].
([1] ) مستدرك الوسائل: ج2 ص 362 ب 45 ح 2193.
([2]) كنز العمال: ج15 ص 646 ب 3 ف 3 ح 42554.
([3]) كنز العمال: ج15 ص 647 ب 3 ف 3 ح 42558.
([4]) مستدرك الوسائل: ج9 ص 347 ب13 ح11049.
([5]) وسائل الشيعة: ج14 ص352 - 353ب 12 ح 19373.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.