(وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه) سورة الحديد: الآية 7
نقرأ في (المقدمة) هذه الكلمات:
عندما يستجيب الموسرون والمنفقون لنداء القرآن الكريم حين يخاطبهم.. أو يجيبون نداء المعصومين عندما يوجهوننا للإنفاق كقول النبي الأعظم (ص) (أرض القيامة نار ما خلا ظل المؤمن فإن صدقته تظلله).
فإن الإسراع في تلبية هذه النداءات تعني إيجاد - ولو حل نسبي لأقدم مشكلة في التاريخ، ألا وهي مشكلة الفقر.. وصدق لقمان الحكيم حين قال لابنه:
(يا بني ذقت الصبر وأكلة لحاء الشجر، فلم أجد شيئاً هو أمر من الفقر).
فكم من أب يحجم بالعودة إلى بيته حتى لا يواجه طلبات عياله وهو عاجز عن تلبيتها..
وكم من أم تتألم نفسياً وهي ترى الحرمان بادٍ على أولادها عند مقارنتهم مع أولاد غيرها..
وكم من أعياد ومناسبات تمر ولا يجد اليتيم طعم الفرح ولا يلامس جلده نعومة الملابس الجديدة..
وكم من نوابغ الشباب تحطمت أحلامهم على صخور الفقر القاسية لأنهم لا يمتلكون نفقات التعليم..
وكم من والدين لا يستطيعون تخليص أعز أبنائهم من مخالب الموت نتيجة المرض لمجرد عدم مقدرتهم لسد الحاجات الطبية والدوائية اللازمة للعلاج.
وكم.. وكم.. وكم!
قائمة طويلة من الآهات والزفرات وأحداث البؤس تلف العالم نتيجة الحرمان والفقر.
فقوافل المنفقون كانوا يزرعون الأمل الباقي في زمن القحط المادي، والمعطون باليمن حتى لا تدري شمالهم يمثلون طوق النجاة لحشود المساكين التي تستقبلهم أرصفة الشوارع والذين يزدادون يوماً بعد يوم.
ونقرأ في الباب الأول (المنفقون أحياء وإن ماتوا) هذه السطور:
إن الشارع المقدس أحكامه ما جاءت إلا لمصلحة بني البشر قاطبة ومن رحمة الله جل جلاله بنا أن فتح لنا باباً واسعاً لتواصل الخيرات والحسنات حتى بعد مماتنا وجعل مدخله عن طريق الإنفاق والبذل بتشعب مجالاته.
فعلى الإنسان الفطن أن يزرع له امتداداً في الحياة ليجني ثماره في الآخرة.
عن الإمام الصادق (ع) (ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسُنة هُدى سنّها بعد موته، وولد صالح يستغفر له).
وعن النبي (ص) (أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: رجل مات مرابطاً في سبيل الله، ورجل علّم علماً يجري عليه ما عمل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها له ما جرت، ورجل ترك ولداً صالحاً يدعو له).
كما نقرأ في الباب الثالث (المنفقون... ودفع البلاء) هذه الحقائق المؤيدة من قبل الرب العلي القدير:
عن النبي الأعظم (ص) أنه قال: (إن الله ليدرأ بالصدقة سبعين ميتة من سوء).
وعن الإمام الصادق (ع) (صدقة العلانية تدفع سبعين نوعاً من أنواع البلاء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)
وما نقرأ في الباب الخامس (علماؤنا.. رمز الإنفاق والعطاء) هذه السطور:
علماء الأمة ونجومها..
أنهم يمثلون الرمز في كل شيء وبكل جوانب الحياة فقد يظن البعض أن العلماء يجب أن يبروا الجانب العلمي والفقهي والفلسفي فقط، فتلك نظرة قاصرة.
إن علماء الأمة هم حاملوا راية كل فضائل الأخلاق الحميدة والسجايا الطيبة التي من شأنها أن ترتفع بالمجتمعات إلى مصاف الأمم المتقدمة.
فجانب العطاء والبذل والإنفاق يمثل أحد الروافد الأساسية التي يجب أن يبدع فيها علماؤنا ليشكلوا نموذج القدوة والأسوة لبقية فئات المجتمع حتى لو أرقوا ماء وجوههم في سبيل نصرة مظلوم أو رفع معاناة يتيم أو إنقاذ فقير من شفير الموت جوعاً.
وكذلك نقرأ في الباب السادس (الباذلون.. وخدمة أهل البيت (ع) هذه التذكيرات:
كلمة العطاء والبذل لا نستطيع تحجيمها على دور المال فقط، فكل طاقة توّجه لخدمة الدين هو عطاء وبذل.
إن محبة أهل البيت (ع) والتفاني في إظهار علومهم ومودتهم لهو من أعظم القربات إلى الله تعالى، والشواهد عديدة وأصعب من أن تحصى.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.