إحساساً بالمسؤولية إتجاه القارئ الكريم أرتأت دار العلوم تحقيق مثير الأحزان وتصحيحه ونشره لمؤلفه إبن نما الحلي الذي يقول عنه المحقق الكركي (أعلم العلماء بفقه أهل البيت )والكتاب سفر جليل لما يحمل من معانٍ جسام تعكس جانباً مهماً من جوانب تاريخ الإنسانية في تلك الحقبة الزمنية ،ومن قرأ هذا الكتاب يحس بمدى الصراع المرير بين الظلام والنور ، بين الجور والعدل ،بين الأستبداد وطلب الحرية وتجد في أعماق هذا الصراع الرهيب الطويل إن الفتنة الظالمة هي التي تمثل الفردية والأنانية بكل خصائصها في شخص واحد ،مدفوعة بعوامل وأسباب مادية معينة إلى القضاء على إحساس الجماعة بشخصيتها .
كما أن الكتاب مقتل للإمام أبي عبد الله الحسين (ع) وضع في مقابل تلك المقاتل ولكن أمتاز عنها بمميزات وصفات ،فهذا المقتل المتوسطُ بين المقاتل ،لا إكثار فيه ولاتسويل يؤدي إلى الملل ،ولا أختصار وتقليل يؤدي إلى عدم الوضوح والبين .فالكتاب قريب إلى يد المتناول ،لايفضى للملل وهذل ،ولايخفي لنزارة وقصر ،ترتاح القلوب إلى عذوبة ألفاظه ،ويوقظ الراقد من نومه وإغماضه ،ويسرح الناظر في رياضه ،وينَّبه الغافل عن هذا المصاب ،والذاهل عن الجزع والأكتئاب ،كما أُدع فيه ما أهمله كثير من المصنفين ،واغفلته خواطر المؤلفين .فإن عنوانه دل على معنونه .
ونتيجة لأهمية هذا السفر الجليل أعاد دار العلوم تحقيقه وطبعه ونشره خدمة للإسلام والمسلمين وأمتازة هذه الطبعة بالتحقيق المتقن من حذف تعليقات التي لاحاجة لها ،وإضافة له تعليقات جديدة لأهميتها ،ومراجعة تخريجات كافة وتصحيح ماكان خطأ منها ، وتسهيلاً للقارئ الكريم دونا تعريفاً عاماً للمصادر التي أعتمدها دار العلوم .
فإن كنت إيها القارئ قد فاتك شرف تلك النصرة وحُرمتَ مِنْ مشاركة في تلك الفترة مع أبي الشهداء (ع) فلا تفتك إرسال العبرة ،والبكاء على السادة من العترة.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.