تحتاج الحياة المتردية إلى تجديد ولا يتحقق ذلك إلا بحضور المجدد في الحياة.. ولا يكون الرجل مجدداً ما لم يجدد عقله ونفسه وفكره، وبالتالي فهمه وإدراكه لحقائق الحياة كما هي .
فإذا أصبح المرجع مجدداً، جدد من حوله.. من يلتقيه ويجالسه.. من يقلده ويحادثه.. من يقرأ فكره ويحاوره.. فلا يقوم جليسه إلاّ وعنده جديد في الحياة، ولا يقترب احد منه إلا وقد اخذ الجديد النافع والموزون الشرعي المغيَّر لتردي الواقع .
والإمام الشيرازي (رضوان الله عليه) عَقَلَ الحياة بعقلية المجددين النوادر، ففهم الدين جديداً على مَرّ العصور، وأدرك أن تجديد الإنسان والمجتمع والحياة مرهون بفقه الحياة لدخول الفقه في دقائقها، ولا يكون الفقه فقهاً للحياة ما لم يكن فقهاً عملياً يعالج شؤونها برمّتها.
ولذلك فقد كان للإمام الشيرازي تجديد في الفقه، وتجديد في الفكر، و تجديد في الإصلاح وتجديد في المرجعية والعمل المرجعي، وتجديد في الثقافة والتثقيف، وتجديد في كل مجالات الحياة .
ولقد جاء الإمام الشيرازي إلى الدنيا ثم خرج منها ليقول كلمته الجديدة ومشروعه الجديد ذلك الذي لم يفهمه الغالب الأعظم من الناس، ولذلك كانت الدراسة التي بين يديك تعريفاً جامعاً مانعاً للمشروع التجديدي الذي أقدم عليه الإمام الراحل .
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.