يعتبر افتقاد عنصر التنظيم بابا رئيسيا تدرج في حيثياته وتفاصيله جميع الأسباب التي أدت وما زالت تؤدي والى ضعف واضمحلال الحالة الإسلامية خلال قرن الأخير.
وكما أن افتقاد هذا العنصر هو السبب الرئيسي لما تعانيه الحالة الإسلامية اليوم كذلك يجب أن تنطلق الحلول المطلوبة لمواجهة حالات الاضمحلال والضعف الحالية من هذا الموقع، أي بإيجاد حالة متماسكة ومتكاملة من التنظيم.
ليس المطلوب بالطبع إيجاد أسس تنظيمية، فان مثل هذه الأسس موجودة في القرآن الكريم وفي تراث رسول الله (ص) وأهل بيته الطيبين الطاهرين، إنما المطلوب هو أن يتصدى مطلع ومتفهم للقرآن الكريم ولتراث أهل البيت عليهم السلام لمهمة ترسيم الخطوط التنظيمية للعمل الإسلامي وفق مفاهيم وآليات العمل الحديثة، كما يفترض في مثل هذا الطرف أن يكون ذا خبرة في مجال العمل الميداني في الدعوة الى الإسلام.
هذا الاطلاع وتلك الخبرة صاغها الإمام الشيرازي في كتابه الذي بين يديك كمنهج عمل والى الله عزوجل وترسيخ دعائم الالتزام والإيمان عند المسلمين.
إننا لا نقول بالطبع أن هذه يجب أن تكون الأطروحة الأولى والأخيرة في هذا المجال ولكننا نتمنى أن تكون هذه الأطروحة منطلقا لأطروحات أخرى يتقدم بها رجال الفكر الإسلامي وأن تتكامل هذه الأطروحات ويعزز بعضها بعضا ويقوي بعضها بعضا وصولا والى الصيغة الامثل لمشروع نهضة إسلامية حديثة نحن بأمس الحاجة إليها.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.