دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر والتوزيع | ليس من سيرة الرسول الكريم (ص)



ليس من سيرة الرسول الكريم (ص)

المكتبة / ليس من سيرة الرسول الكريم (ص)
Project Image 1

تشكل السيرة النبوية الكريمة إحدى المصادر الجوهرية في تشكيل العقل المسلم، لما للنبي العزيز محمد بن عبد الله من قيمة روحية عليا في نفس كل مسلم، ويكفي أن تكون السنة النبوية هي المصدر الثاني للإسلام خاصة على مستوى التشريع لدى كل فقهاء المسلمين، وسيرته صلى الله عليه وآله وسلم من السنة كما هو معلوم. وأقصد بالسيرة هنا مواقفه الشريفة مع الآخرين، وتعامله مع الأحداث الكبيرة، وما جرى عليه من وقائع وهو يكافح ويعمل ويجاهد من أجل الرسالة التي بعثه الله بها إلى الناس أجمعين.

هذه السيرة لم تنل حظها في تصوري من الفكر والنقد والتمحيص إلا في حدود سريعة، وربما لغايات مرسومة سلفاً، فهناك نقول غير مُمَحَّصَة، وهناك إستشهادات غير محققة ومدروسة، وهناك استعراضات لم تخضع للتشريح السندي والعقلي والفكري، الأمر الذي قاد إلى الكثير من الملابسات في حق هذه السيرة الكريمة، بل إلى الكثير من الإساءات لهذه السيرة، فيما هي كما نفترض، أطهر وأشرف وأقدس سيرة في التاريخ البشري إطلاقاً.

لقد طرحت السيرة وللأسف الشديد في كثير من المحاولات وكأنها قطعة من دماء، وطرحت في محاولة أخرى وكأنها أحداث لا تمت بصلة إلى الأرض، فهي سيل من المعجزات والغرائب والمهولات، وطرحت ثالثاً وكأن النبوة استحواذ شخصي، وسبيل للإثراء والتجاوز على حقوق الناس، فكانت مرتعاً للإساءة إلى النبي والإسلام، فهو نبي حرب، والدين الإسلامي شريعة قتال صرف! وكانت مرتعاً للتغذي بغذاء خطير، ذلك هو الفكر الإرهابي، فليس سراً أن هؤلاء الإرهابيين، سواء على صعيد القادة أو صعيد المُغرَّر بهم، كثيراً، بل أكثر شواهدهم وأدلتهم المزعومة لتبرير مقاتلهم وظلمهم وتخريبهم منتزعة من السيرة النبوية!

وقد استفاد أعداء الإسلام من هذه الثغرة، فراحوا يغرقون على هواهم من مصادر السيرة الكريمة ليبرهنوا حسب زعمهم تبعية الإسلام لسابقه من أديان، وأن الدين الذي جاء به هذا العبد الصالح إنما هو دعوة صريحة للدم المباح ظلماً وعدواناً، بل في الأيام الأخيرة شهدنا حملة شرسة على النبي الكريم بالاعتماد على السيرة النبوية كما يقولون أكثر من أي مصدر آخر، بما في ذلك القرآن الكريم.

في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.