نقرأ في التمهيد: تعتبر المعرفة مفتاح النمو والتطور الحضاري وحافزاً مهماً لتحقيق النقاء التاريخي للماضي والحاضر والمستقبل، وهي الدافع الحقيقي لقوة العلم الحديث لاعتمادها سلسلة من المحاكمات العقلية المستمرة إلى اللانهاية، والتي تعطي نتائج مدهشة عن المحاكمات التي سبقتها وتلك التي سوف تليها. وقد تماسكت بهذه القوة الخلاقة التي وهبها الله للإنسان بكل ما أملك من قوة ذهنية، في محاولاتي المتواضعة للبحث عن الحقيقة الموضوعية في التاريخ الإسلامي؟!!
يقول المؤلف: بدأت أولى محاولاتي للوصول إلى الحقيقة الموضوعية عن أحداث التاريخ الإسلامي، بالبحث المستمر والدؤوب عن (كربلاء) لأنها أهم حادثة تاريخية ساهمت في تكوين الكيان الحضاري الإسلامي بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الحدث الهام والذي يعتبر بكل المقاييس نقطة انعطاف حقيقية في مسيرة المجتمع الإسلامي واتجاه تطوره الحضاري، لأن كربلاء كانت ولا تزال ثورة للضمير الإنساني بكل قيم الخير والعدل التي فيه، ضد كل قيم الشر والطغيان والظلم في غرائز البشرية، بالإضافة إلى ذلك تعتبر كربلاء نقطة انعطاف حاسمة في التاريخ الإسلامي، وإن لم تكن هي أهم محطة من محطات التطور الحضاري للكيان الإسلامي في مسيرته الطويلة، بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... ولأنني أؤمن بأن قارئ التاريخ يجب أن يترك قيادة فكره للبرهان العلمي والمنطقي الذي يمكن أن يقوده إلى شيء مخالف لعاطفته! لأن الحقيقة في أغلب الأحيان لا تكون كما نتمناها.
لذلك منهجت بحثي المتواضع على مبادئ اعتمدتها كأسس ثابتة في دراستي للظروف التي ساهمت في حدوث كربلاء، وهذه المبادئ هي:
المبدأ الأول: اعتمد في هذا البحث على استيعابي لأمر الله تعالى الذي فرضه على المؤمنين في بيانه الإلهي بالاستجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعدم التردد في قبول أوامره.
المبدأ الثاني: حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الناظم لكل الحقائق الموضوعية والمرشد إليها في تاريخ الكيان الحضاري الإسلامي.
المبدأ الثالث: خطاب الله عز وجل في بيانه الإلهي حيث قال تعالى في الآية 11 من سورة الحجرات:...
المبدأ الرابع: يجب على الإنسان العاقل أن لا يرى حدوث الأشياء كلها على أساس الصدفة المحض، وبالمقابل عليه أن لا ينزعها من بيئتها ومؤثراتها بشكل مجرد.
المبدأ الخامس، أن لكل حدث تاريخي ارتباطاً مميزاً بما سبقه من أحداث فهو نتيجة حتمية لها، وارتباط مميز بحاضر متعلق بالعوامل المشاركة في صياغته... ومرتبط أيضاً بنتائج تتولد عنه وتساهم في صياغة المستقبل....
المبدأ السادس: المعرفة هي أعظم وسائل الصراع بين الناس من مذهبيين وذوي ميول سياسية وعقائد مختلفة من جهة، وذوي النفوذ والسلطان من جهة أخرى... لأن المعرفة هي الإدارة الأكثر قدرة على التلائم مع المتطلبات الذاتية لأي فئة كانت، وهي الإدارة المثلى المستخدمة للعقاب والثواب من جهة، ولتطوير الوعي الحضاري والارتقاء بالمجتمع على سلم الحضارة، أو إغراقه في متاهات الجهل والاغتراب والتخلف من جهة أخرى.
المبدأ السابع: مبدأ أرساه أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام للباحثين عن الحقيقة.
المبدأ الثامن: أن كلام الحكماء إذا كان صواباً كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء.
المبدأ التاسع: يستحيل إرضاء الناس في كل الأمور، لذا فإن همنا الوحيد يجب أن ينحصر في إرضاء ضميرنا. عن كونفوشيوس.
المبدأ العاشر: يعتبر الإسلام ثورة حضارية لكيان الاجتماعي الإنساني بكل جوانبه (الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية، العلمية، العقائدية، الثقافية) وبكل ما تحمله الثورة من قيم حضارية متقدمة ومحفزة على التطور نحو الأفضل، ومن السلم به تاريخياً أن في كل كيان ثوري تنشأ أنواع مختلفة من المجموعات البشرية المتكافئة عقائدياً، كالوصولين والمتهالكين على السلطة، وغريبي الأطوار السلوكية، والمغرورين بالدعاية لأنفسهم.... لذلك يجب على الإنسان العاقل الذي يقرأ أو يسمع عن أي حدث من الأحداث التاريخية أن يضع ما يقرأه أو يسمعه موضع الشك والتساؤل. لأن التيار النافذ والمسيطر على زمام الأمور في المجتمع الصانع لذلك الحدث التاريخي، يحاول دائماً أن يلعب لعبة التكتيك الإعلامي والمعرفي مع السواد الأعظم من جمهور ذلك الكيان الاجتماعي... ويلجأ إلى مجموعة من التكتيكات لاستخدامها كوسيلة في التزييف الجريء للوقائع والأحداث التاريخية لتناسب عقيدته ومبادئه، ومن هذه التكتيكات الإعلامية المستخدمة تاريخياً في تزييف الحقائق 1- تكتيك الحذف 2- تكتيك التعتيم 3- تكتيك الزمن 4- تكتيك التسلسل 5- التكتيك السديمي 6- تكتيك الصدمة بالتبادل 7- تكتيك الكذبة الكبرى 8- تكتيك العكس.
محتوى الكتاب: مقدمة بقلم العلامة السيد محمد حسين الأمين - التمهيد
الإسلام في عصر المعلومات والأبحاث - البذور الجينية لكربلاء (مدخل الفصل الأول)
الفصل الأول... القانون الأساسي للكيان الحضاري الإسلامي - الفصل الثاني.... يوم الغدير الفصل الثالث... وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولاً - ماذا حدث قبيل وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 1- تجهيز جيش أسامة بن زيد (رض) 2- 2- رزية يوم الخميس ثانياً - لحظة وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثالثاً - بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - الاعتصام بدار فاطمة عليها السلام - آراء بعض الصحابة ورؤوس القوم في بيعة السقيفة ومواقفهم منها. الفصل الرابع... استخلاف عمر بن الخطاب - البيعة العامة لعمر بن الخطاب - يوم الشورى - الفصل الخامس - الثورة على عثمان بن عفان وخلافة علي بن أبي طالب عليه السلام و حرب الجمل.الفصل السادس حرب صفين - حدث صفين التاريخي - الفصل السابع - موقعة كربلاء - الخاتمة - المصادر - الفهرس.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.