إن الحديث عن فاجعة كربلاء وعن بطلها الإمام الشهيد وما حل به وبأهل بيته الأطهار وهو حديث طويل واليم انه حديث يفيض بالحزن والغربة وبالعبر والعبرات وبالدروس التي لا تزال المجتمعات الإنسانية المعاصرة تنهل منها ما تشاء من حكم ومواعظ وقيم أخلاقية عالية تجعلها أساسا راسخا لثوراتها ضد كل مظاهر الظلم والطغيان وضد كل صور الجور والفساد والانحراف عن القيم الايجابية الفاضلة المتجذرة في النفس الإنسانية السليمة والسوية.
إن هذا الكتاب هو كتاب فريد في نوعه شانه في ذلك شان كتابنا السابق الإمام علي في الفكر المسيحي المعاصر ذلك الكتاب الذي حظى بالكثير من الثناء والمديح من قبل الكثير من المفكرين والنقاد ورجال الدين على مختلف مشاربهم واعتباره أيضا كتابا فريدا جديدا لم يسبق للمكتبتين العربية والإسلامية ان سجلتا حضورا مميزا للكتاب شبيه به في ما يحيوه من أقوال وشواهد وقوة في الدراسة والتحليل.
فهذا الكتاب الذي نقرا صفحاته الان هو كتاب يتناول الحركة الحسينية من وجهات نظر عديدة إسلامية وغير إسلامية وبالطبع عندما نقول وجهات نظر إسلامية فننا نقصد بذلك وجهات نظر إسلامية غير شيعية وعلى الرغم من انني قد تعمدت ان يتناول هذا الكتاب شخصية وسيرة الإمام الحسين وحركته الثورية وأثارها من وجهات نظر عصرية الا إنني وجدت نفسي مرغما بعض الأحيان على العودة والى بطون الكتب التاريخية القديمة للتأكيد بما جاء فيها على ما كتبه حديثا رجال الفكر والأدب والدين والسياسة حول فاجعة كربلاء وقرابينها المقدسة.
وبالطبع فقد قمت بتقسيم ا لكتاب والى عدة فصول كل فصل يتناول موضوعا معينا ولكنه بنفس الوقت يعتبر حلقة وصل تربط بين الفصل السابق والفصل اللاحق ولم اعتمد على التسلسل الزمني للأحداث التي وقعت على مسرح الفاجعة وذلك لان هذا الكتاب ليس كتابا يهتم بالدرجة الأولى بتسلسل الأحداث التاريخية لتفاصيل الفاجعة وانما هو كتاب يهتم بالدرجة الأولى بالناحية الإنسانية وبالآثار الاجتماعية والسياسية التي خلفتها وقائع تلك الملحمة الحسينية الدامية في نفوس المسلمين والمسيحيين بل وحتى في نفوس الكثير من الذين لا يندرجون تحت هوية الإسلام او المسيحية كالمهاتما غاندي على سبيل المثل او غيره من اليهود والصائبة.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.