إن من منن المولى القدير جل شأنه ومعونة سيّد المرسلين وآله الطاهرين أن وقفتُ لحضور أبحاث الاستاذ المحقق آية الله الشيخ محمّد السند (دامت إفاداته وتأييداته) والأرتواء من منهله الصافي العذب وقد امتازت أبحاثه بالدقة والتحقيقات البكر لاسيما بحث الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة وباقي أفعال الصلاة إذ أنني لم أجد أحداً من السابقين ولا المتأخرين قد بلور جزئية الشهادة الثالثة بهذه الطريقة وهذا الفهم الدقيق والواسع والمستفاد من الضوابط العامة والقاوعد الأساسية للمذهب والدين كما قد امتاز بحثه بالتفحص الطويل والعميق في روايات وتراث أهل البيت عليهم السلام فللّه دره وعلى الله أجره وألحقه الله وجمعه مع أئمتنا المعصومين الطاهرين.
وبعد: فإنه قد قال تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين}[1].
فيا تُرى ما هذا الذي أمر الرسول بالنداء به على رؤوس الناس في أخريات حياته المزامن لآخر سورة نزلت عليه؟ وما هذا الأمر الذي عدل بإبلاغه ربُ العزة إبلاغ كل الرسالة؟ أو ما كان رسول الله قد أبلغ فريضة التوحيد من شهادة أن لا إله إلا الله منذ أول يوم صدع بالرسالة في مكة أو ما كان رسول الله قد أبلغ الفريضة الثانية بأنه رسول الله، وأي شيء يعظم خطبه مثل الشهادتين بحيث ينذر الباري نبيه بأن عدم إبلاغه للناس هو بمنزلة عدم الإبلاغ للرسالة برمّتها وما هو هذا الأمر الذي يتخوف من الناس التمرد عليه وعدم انضياعهم له، أو ما كان الشرك وعبادة الأصنام مستفحلة في قلوبهم ومع ذلك سارع صلى الله عليه وآله بإبلاغ التوحيد عندما أمر بالصدع أو ما كانت قريش والعرب والجاهلية تنابذ بني هاشم على نبوة النبي ومع ذلك لم يأبه صلى الله عليه وآله من الإنذار والتبشير بنبوته، فاذن أي شيء هذا الذي يخشى النبي من عصيان وتمرد الناس عن الاستجابة إليه؟ ثم ما هذا الأمر الذي يوجب سلب الإيمان عن الناس بتمردهم عليه؟
[1] المائدة، الآية: 67.
في حال أردتم معرفة المزيد عن هذا الكتاب, نرجوا أن لا تترددوا في التواصل معنا عبر
صفحة التواصل. ويسعدنا الرد عليكم في أقرب وقت ممكن.